أبرز ما جاء في كلمة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى عاشوراء بالضاحية الجنوبية رؤية شاملة
في العاشر من المحرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، ألقى الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، كلمة هامة خلال الإحياء العاشورائي في الضاحية الجنوبية لبيروت. تضمنت كلمة الشيخ قاسم العديد من النقاط الهامة التي تستحق التوقف عندها والتأمل فيها، والتي تعكس رؤية حزب الله للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وتوجهاته المستقبلية. لقد كانت كلمة الشيخ قاسم بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، حيث أكد على الثوابت التي يؤمن بها حزب الله، وعلى استعداد الحزب لمواجهة التحديات، وعلى أهمية الوحدة الوطنية في لبنان، وعلى ضرورة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. في هذه المقالة، سنتناول أبرز ما جاء في كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى العاشر من المحرم، مع تحليل لأهم النقاط التي طرحها، وتأثيرها على الساحة اللبنانية والإقليمية.
التأكيد على الثوابت والمبادئ
في بداية كلمته، أكد الشيخ نعيم قاسم على الثوابت والمبادئ التي يؤمن بها حزب الله، والتي تتمثل في الالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، والولاء لأهل البيت (ع)، والدفاع عن المستضعفين والمظلومين في كل مكان. كما أكد على أهمية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لتحرير الأرض واستعادة الحقوق. لقد جدد الشيخ قاسم العهد والوفاء للإمام الحسين (ع) ولنهضته المباركة، مؤكداً أن حزب الله سيظل على العهد والوعد، وسيبقى وفياً لتضحيات الشهداء، وسيعمل بكل ما أوتي من قوة لتحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها. إن التأكيد على الثوابت والمبادئ يمثل جوهر فكر حزب الله، وهو الأساس الذي ينطلق منه الحزب في كل مواقفه وقراراته. فالثوابت والمبادئ هي التي تحدد هوية الحزب، وتوجه مسيرته، وتجعله قادراً على مواجهة التحديات والصعاب. إن تمسك حزب الله بثوابته ومبادئه هو الذي أكسبه ثقة الناس واحترامهم، وجعله قوة إقليمية مؤثرة.
الوضع السياسي في لبنان
تناول الشيخ نعيم قاسم الوضع السياسي في لبنان، وأكد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى ضرورة الحوار والتفاهم بين اللبنانيين لحل المشاكل العالقة. كما حذر من الفتنة الطائفية والمذهبية، ودعا إلى نبذ الخطاب التحريضي الذي يهدف إلى زرع الشقاق بين اللبنانيين. لقد شدد الشيخ قاسم على أن لبنان بحاجة إلى حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى تحقيق الإصلاحات الضرورية. كما أكد على أهمية مكافحة الفساد، وعلى ضرورة محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. إن الوضع السياسي في لبنان يمثل تحدياً كبيراً، نظراً للتجاذبات السياسية الحادة، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة. ولكن الشيخ قاسم أكد على أن اللبنانيين قادرون على تجاوز هذه التحديات، إذا ما توفرت الإرادة السياسية، وإذا ما تغلبوا على المصالح الشخصية والفئوية، وقدموا مصلحة الوطن على كل ما عداها. إن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان للبنان، وهي السبيل الوحيد للخروج من الأزمات.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
أشار الشيخ قاسم إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة، ودعا إلى وضع خطة إنقاذ اقتصادي شاملة، تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وإلى تحقيق التنمية المستدامة. كما أكد على أهمية توفير فرص العمل للشباب، وعلى ضرورة تحسين مستوى المعيشة للمواطنين، وعلى ضرورة توفير الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم. لقد حذر الشيخ قاسم من خطورة الفقر والبطالة، ومن تداعياتهما السلبية على المجتمع، ودعا إلى تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات. إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان تتطلب حلولاً جذرية وشاملة، ولا يمكن معالجتها بالحلول الترقيعية والمسكنة. فالأزمة الاقتصادية في لبنان هي أزمة بنيوية، تتطلب إصلاحات هيكلية عميقة، وتتطلب رؤية جديدة للاقتصاد اللبناني، تقوم على الإنتاج والتنوع والعدالة الاجتماعية. إن معالجة الأزمة الاقتصادية في لبنان تتطلب أيضاً مكافحة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة، وتفعيل دور القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات.
المقاومة والتهديدات الإسرائيلية
تطرق الشيخ نعيم قاسم إلى المقاومة والتهديدات الإسرائيلية، وأكد على أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لحماية لبنان، وردع العدوان الإسرائيلي. كما أكد على جاهزية المقاومة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى قدرتها على حماية لبنان وشعبه. لقد شدد الشيخ قاسم على أن التهديدات الإسرائيلية لا تخيف المقاومة، وأن المقاومة ستظل قوية وصلبة، وستبقى الدرع الواقي للبنان. إن المقاومة والتهديدات الإسرائيلية هما عنوان المرحلة في لبنان، نظراً للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، وللتهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن حرب جديدة على لبنان. ولكن المقاومة أثبتت أنها قادرة على ردع العدوان الإسرائيلي، وعلى حماية لبنان وشعبه. إن قوة المقاومة هي التي تجعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي حماقة ضد لبنان. إن المقاومة هي التي تحمي لبنان، وهي التي تحفظ كرامة اللبنانيين.
الأوضاع الإقليمية والدولية
استعرض الشيخ نعيم قاسم الأوضاع الإقليمية والدولية، وأكد على أهمية التضامن العربي والإسلامي، وعلى ضرورة مواجهة التحديات المشتركة، كالإرهاب والتطرف والاحتلال. كما أكد على أهمية دعم القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. لقد حذر الشيخ قاسم من التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة، ودعا إلى احترام سيادة الدول، وإلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية. إن الأوضاع الإقليمية والدولية تؤثر بشكل كبير على لبنان، نظراً لموقع لبنان الجيوسياسي، ولعلاقاته المتشعبة مع دول المنطقة والعالم. فالصراعات الإقليمية والدولية تنعكس على لبنان، وتزيد من التحديات التي يواجهها. إن التضامن العربي والإسلامي هو ضرورة لمواجهة التحديات المشتركة، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. إن دعم القضية الفلسطينية هو واجب على كل عربي ومسلم، لأن فلسطين هي قلب الأمة العربية والإسلامية. إن تحرير فلسطين هو هدف استراتيجي، يجب أن تسعى الأمة العربية والإسلامية إلى تحقيقه.
خلاصة
في الختام، يمكن القول إن كلمة الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، في ذكرى العاشر من المحرم، كانت كلمة شاملة ومهمة، تناولت مختلف القضايا والتحديات التي تواجه لبنان والمنطقة. لقد أكد الشيخ قاسم على الثوابت والمبادئ التي يؤمن بها حزب الله، وعلى استعداد الحزب لمواجهة التحديات، وعلى أهمية الوحدة الوطنية في لبنان، وعلى ضرورة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. كما دعا إلى وضع خطة إنقاذ اقتصادي شاملة، وإلى مكافحة الفساد، وإلى تحسين مستوى معيشة المواطنين. لقد كانت كلمة الشيخ قاسم بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، حيث رسمت الخطوط العريضة لعمل حزب الله في المستقبل. إن حزب الله سيظل وفياً لعهده ووعوده، وسيعمل بكل ما أوتي من قوة لتحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها قادته ومجاهدوه. إن لبنان بحاجة إلى الوحدة والتضامن، وإلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والفئوية، لكي يتمكن من تجاوز التحديات، وتحقيق الاستقرار والازدهار.